الشرقية أون لاين
- 1/1/2008 م
--->
--->
عبدالحميد بندارى
ها هي الأيام تجرى وتمر سريعاً ويجلس إخواننا المحالون للمحاكمات العسكرية الظالمة عاماً خلف القضبان
دون ذنب اقترفوه ودون جريمة سجلت أو قيدت ضدهم ودون اعتراف من النظام
بأي إجرام في حقهم – اللهم إلا حبهم لوطنهم وتفانيهم في أعمالهم وإخلاصهم في خدمة غيرهم .
فقد حرمت أسرهم وذويهم منهم طيلة عام كامل ، وحرم منهم طلابهم في محراب العلم
وجامعات مصر العريقة ، كما حرم الوطن المنكوب من خدماتهم وأعمالهم وإسهاماتهم المرموقة
في مجالاتهم وتخصصاتهم المختلفة .
لقد جاء رمضان وجاء العيد تلو العيد وهم بعيدون عن بيوتهم وأبنائهم وأهليهم –
حرم الأبناء من بهجة العيد ومن الاستمتاع بفرحته وبهجته بين أحضان آبائهم -
بل ذرفوا الدموع وهم يرون أقرانهم وزملاءهم وجيرانهم يفرحون ويلهون
ويخرجون مع آبائهم ووسط أحضانهم .
لقد ظن النظام أن الأبناء والزوجات قد نقموا على آبائهم من جراء ذلك
وبسبب ذلك الحرمان – ولكن أنًى لهم ذلك . فها هو العالم بأسره يرى شموخ الأبناء
واعتزاز الزوجات بتلك الشموع المضيئة وبثباتهم على مبادئهم وسيرهم على خطاهم –
رغم ألم الفراق وشدة المعاناة وقسوة المحنة ولهيب الظلم الذي يتجرعوه .
ولكنهم رموا حملهم عند ربهم وطلبوا ما عنده من الأجر والمثوبة وسألوه الصبر والثبات
حتى صدق فيهم حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذى يقول فيه :
( عجباَ لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان له خير وإن أصابته سراء شكر فكان له خير ولا يكون ذلك إلا للمؤمن ) .
ورغم تأكد النظام من كذب كل إدعاءاته ضدهم ومن انكشاف أمره أمام الجميع ، إلا أنه مصر
على المضي قدماَ في تلك المسرحية الهزلية العبثية – رغم كبر سن الممثلين ،
وفقدان السيناريو لأي فكرة أو موضوعية ، وتهالك خشبة المسرح وأدواته وأنواره ،
وخلو المقاعد من الجمهور والمشاهدين .
وإننا لفي حيرة من أمر هذا النظام الذي لا يدخر وسعاَ فى دعم وتأييد اللصوص والمجرمين
ومصاصي دماء الشعب وناهبي أمواله ومهربى ثرواته – بل ويفتح لهم الأبواب ويمنع مساءلتهم
ويعطيهم الحصانة والمنعة حتى انتفخت بطونهم وخرجت رائحتهم ،
بل وزادت شوكتهم .
وفى نفس الوقت يحارب المصلحين والمخلصين من أبناء الأمة ويمنعهم من أداء دورهم الوطنى
والمهنى – بل ويشوه صورتهم ويعرقل حركتهم مما يجعل الحليم حيراناَ .
رسائل سريعة
الرسالة الأولى :-
إلى النظام الحاكم وأعوانه :
لا تظنوا أنكم بمحاربتكم للإخوان وتحويل قياداته ورموزه لمحاكماتكم العسكرية الظالمة
أنكم ستوقفون مد دعوة الإخوان ، أو سترهبون أجياله القادمة ، أو ستكسبون تعاطفاَ من بعض القوى
الموجودة داخلياَ أو خارجياَ .
والله إنكم لواهمون وحالمون ... فمنذ متى والكيد لدعوة الله يوقف نموها ؟ ...
ومنذ متى ومحاربة دعوة الحق يرهب أتباعها وأنصارها ؟ ... ذاكروا التاريخ جيداَ ...
راجعوا حساباتكم ... لا تستنجدوا بأحد أياَ كان على شعوبكم وأبناء أمتكم ...
فنحن والله الأخلص والأنفع لكم – بل والأبقى لكم ... فلم يعد لديكم رصيد لدى حليفكم
ولا لدى شعوبكم ... إياكم من عاقبة الظلم ودعوات المظلومين
( ... فإنها ليس بينها وبين الله حجاب )
" ولا تحسبن الله غافلاَ عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ....... " .
الرسالة الثانية :-
إلى الأحرار خلف القضبان :
نحن على يقين تام بأنكم راضون بقضاء الله وقدره .
فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اله لعلكم تفلحون ،
واعلموا أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسراَ .
نحن والله نرى بشائر النصر وأنوار الصبح تشرق من خلف سجونكم
ومن وراء القضبان ، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن شاء الله ، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به
وحاشا لله أن يضيع إيمانكم ... وعليكم بسهام السحر ولا تنسوا الدعاء لنا
ولدعوتكم ولوطننا المنكوب ولأمتنا المسلوبة .
والله ما نسيناكم لحظة واحدة ... فأنتم ملء السمع والبصر والقلب
ودائماَ تزاحموننا فى أوقات الغروب وفى ورد الرابطة – وسوف نلتقي قريباَ
فوق ربوع هذه الأمة نحمل المشعل الوضاء ونرفع هاماتنا خفاقة عالية
ونقول للجميع بصوت عال : ها نحن ... فمن أنتم ... ؟
" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض ..... "
الرسالة الثالثة :-
إلى أسر إخواننا المعتقلين :
تقبل الله منكم تضحياتكم وجهادكم ...
كفاكم ألم الفراق وبكاء الأطفال وسؤال الأبناء والأحفاد عن الآباء والجدود ،
ونذكركم بأن الدعوة لها ثمن ... وأن سلعة الله غالية ... وأن الإصلاح يستحق أكثر وأكثر ...
وأن الجنة يهون فى سبيلها كل شيء .
اعتزوا بدعوتكم وافخروا بآبائكم وسيروا على دربهم ...
لا تسمعوا للأفاقين والمنافقين وكونوا على يقين بأن جميع المخلصين والغيورين
يقدرون جهاد وتضحيات آبائكم وذويكم .
ارفعوا هاماتكم ..... لا تزرفوا الدموع ..... جدوا وتفوقوا .....
واثبتوا للجميع بأنكم خير خلف لخير سلف . ولاتنسوا أن يد الله غالبة
وأن من عادى لله ولياَ فقد آذنه الله بالحرب .
الرسالة الرابعة :-
إلى قياداتنا الراشدة :
نحن نعلم جيداَ وندرك تماماَ ما تمرون به وما تعيشون فيه ،
ونعى طبيعة المرحلة وظروفها .
كان الله فى عونكم ... وسدد الله خطاكم ... وألهمكم الرشد والصواب والسداد .
اطمأنوا : نحن جميعاَ خلفكم ... نسير على الدرب ...
وندعو الله لكم دائماَ ، ولن يستطيع أحد أن يحول بيننا وبينكم ،
أو أن يقلل من عزيمتنا أو يرهبنا أو يخيفنا .
فقد حملنا الأمانة ورفعنا الراية عن قناعة ويقين ،
ولم نر منكم يوماَ ما يوهن عزيمتنا أو يضعف ثقتنا أو يوقف حركتنا -
بل دائماَ ما نراكم تتحملون وتصبرون ... ثم تأخذون بأيدينا برفق وحنان ،
وقد أحييتم موات قلوبنا بشعاراتكم الخالدة :-
الله غايتنا ...
الرسول زعيمنا ...
القرآن دستورنا ...
الجهاد سبيلنا ...
الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .
هناك ٣ تعليقات:
جزاه الله خيرا علي هذة المشاعر الرائعة
واسعدنا الله واياكم بخروج جميع المعتقلين
اللهم فك قيد أسرانا و أسرى المسلمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
تحياتي للأخت الفاضلة و للوالد الكريم
شدي موضوعك جدا فى بدايته ولكن وجدته طويل جدا
هل ممكن اختصاره بحيث يسهل قراءته والتعليق عليه ؟
وتحياتى ليكي
وتمنياتى بخروج المعتقلين إن شاء الله
إرسال تعليق