نقلاً عن موقع إخوان الشرقية
الشرقية أون لاين - 1/1/2008 م
قال عنه فضيلة المرشد الأسبق للإخوان المسلمين أ. محمد حامد أبو النصر مهنئا إخوان الشرقية
فى إحدى حلقات جولة الشهر عام 1992 التي كانت تصدرها اللجنة الإعلامية للجماعة:
أهنئ إخوان الشرقية بخروج أسد الدعوة الحاج سعد لاشين مسئول الإخوان بالمحافظة
وأنا هنا أكتب عنه - حفظه الله وأمد في عمره - على استحياء فهناك من هم أجدر وأعرف منى به
ولكن ما أثار مشاعري هو رؤيته يؤدى الواجب الذى ما تخلف عنه أبدا وهو يشيع إخوانه
فى جنازة الأستاذ أحمد حسانين - رحمه الله -ولحبيبي الحاج سعد سمات خاصة لا يكاد يختلف عليها من يعرفه:
أسد مقاتل لا يعرف التراجع
• منذ سمعنا عنه فى شبابه ثم عرفناه ونحن فى مقتبل التعرف على الدعوة نهاية الثمانينيات
وحتى يومنا هذا- ثبته الله - وهو يصدح بدعوة الله ويعتز ويفتخر بانتمائه للإخوان جنديا قبل أن يكون قائدا
يرفض تحت أي ظرف أن يصرح أحد بعدم إنتمائه لهذه الدعوة المباركة حتى وإن كان السبب هو الإيذاء البدني أو النفسي
على أيدي زبانية التعذيب المصري.
• خطا بالدعوة فى محافظة الشرقية مرحله صعبه أثناء موجات العنف والإرهاب والضغط الأمنى لفرض تراجع إسلامى عام
وإخوانى خاص من المساجد والساحات والمؤسسات وأصر على قوة وعلانية الدعوة
وكان شعاره نحن فى دعوة علانيه مشرفه وما زالت دعوة الإخوان بالشرقية تحصد ثمار هذا الثبات من قوة التواجد
فى أوساط المجتمع وفى ذات الوقت التعرض لأكبر نصيب من الإضطهاد والملاحقه الأمنيه وتوابعها
من تربية الأفراد والأسر على الثبات فى مواجهة المحن.
• كلما إلتقيته أتذكر قول الصحابى الجليل فى غزوة أحد كنا إذا حمى الوطيس هرعنا نحتمى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن كذلك نفعل مع من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونادي به قدوة وأسوه كنا ونحن طلاب
إذا اشتدت عصا الأمن علينا هرعنا نلتقى الشيخ المجاهد فيحكى لنا ذكرياته مع الإمام البنا
ومواقفه وثباته وحكايات له ولإخوانه أثناء المحن والشدائد ثم يبث فينا الأمل والثقه
ويوصينا فنخرج من عنده بحال غير التى دخلنا بها وكلنا عزم وإصرار على مواصلة الطريق.
القائد فى ثياب الجنديه
وأهم سمات الجندية الانضباط الشديد :
* انضباط فى المواعيد :
• تجده فجر كل أحد منطلقا إلى دار الإخوان بالقاهرة يقابل القيادة لتدارس شئون الدعوة.
• وتجده أول الإخوان حضورا للدرس الأسبوعى وخطبة الجمعه حتى فى فترات العطل أو الفتور الدعوى
أو الانصراف النسبي عن الأنشطه لتأميم الأمن لها ومنع الدعاة الأقوياء من تنشيطها.
* إنضباط فى السمع والطاعه :
لما إشتد به وإخوانه التعذيب فى السجن الحربى وكان الإتفاق على ألا يصرح أحدهم بأن تنظيم الجماعه موجود
فإذا به - ولإعتزازه بدعوته - يصرخ فى جلاديه أن جماعة الإخوان قائمه والتنظيم موجود
و ..... من باب غيظهم ورفع الروح المعنوية للإخوان ولما غضب الإخوان من التصرف
وطلب منه المستشار حسن الهضيبي عبر رسالة مع أ.عمر التلمسانى أن ينفى ما قال ... فعل الرجل
رغم صعوبة ذلك على نفسه .. لكنها الطاعه والمؤسسية في تربية الإخوان.
* إنضباط فيما تتفق عليه الجماعه :
سواء كان الإتفاق قطرى أومحلى فمن دخول الإنتخابات إلى مقاطعتها من رعاية أسر المعتقلين
إلى إرسال (الطبليه الأسبوعيه) لهم بالسجن ومن نزول الشارع بالأنشطه إلى المنع من دخول المؤسسات
ولكن يبقى الانضباط هو السلوك السائد.
المربى الصامت
خيرمن يورث الدعوه للأجيال عبر صمته الذى يخفى وراءه فهم عميق وتربيه أصيله لأهداف الدعوه
وثوابتها وطبيعة طريقها كلما التقيته يوصيك بكلمات بسيطه لكنها تحفر فى ذهن من يسمعها :
- يا إخواننا حبوا بعضكم
- الاخ من الإخوان المسلمين يلتمس لأخيه الأعذار
- ومن أشهر كلماته :
(تخطئون فنأتى فنعتذر ونمرض فنأتي فنعودكم )
فهو يقول بلسان الحال انزع حظ نفسك منها وتجرد لفكرتك وعش بها ولها وسط إخوانك
ولا تبحث عما يكدر صفو الأخوه وكن دوما مبادرا بتأدية واجباتك ولا تبحث عن حقوقك فى إطار الأخوه
ولا تدع للشيطان فرصة ليقعدك أو يغضبك من إخوانك.
• حرصه الدائم على بناء البيت المسلم وتوصيته الدائمه للشباب بأن يكون إختيارهم للشريك من ذات الفكره
وأبناء الدعوة كضمان لاستمرار ونمو الدعوه وتحقيق أهدافها وتشجيعه لحفلات الزواج الملتزمة بتشريف الحضور.
لقد وعى الحاج سعد قول الإمام البنا للإخوان أنتم روح جديد يسرى فى هذه الأمه فيحييها بالقرآن
ولأن الروح غير ملموسه ولا يتعالى صوتها ولكن أثرها يمثل واقعا فكان ترجمة لهذه الروح
وما زال بفضل الله وتوفيقه يبعث روح الإسلام ونبع الدعوة في الأجيال من حوله.
مواقف شخصيه
• كنا ننظم له زيارات ونحن طلاب بالجامعه وكان له جدول دائم معنا يومى الإثنين والخميس
عقب صلاة الفجر وزات يوم كنا بزيارته وإذا بالزياره تبدأ بوجبة الإفطار الذى يعده بنفسه
ويرفض أن يشاركه أحد فيه واللطيف أنه كان لا يفطر معنا-غالبا بسبب الصوم-.
• كان الأمن بالمحافظه يلجأ له دائما لفك الإحتقان الناتج عن تصرفاتهم غير المسئوله والتى تثير الإخوان
خاصه فى الجامعه أو الأنشطه الجماهيريه وذات يوم حدثت مشاجره بين طلاب كلية التجاره والأمن
وانتهت بأخذ الطلاب لكاميرا فيديو منهم فطلب الأمن منه إستردادها فوعدهم بذلك وأرسل إلينا يطلب تهدئة الموقف
وإحضار الكاميرا ليأخذها أصحابها ؟
• عندما علم بسفرى للعمل بالصعيد كان دائم الإطمئنان على وعلى أسرتى وعلى تواصلى مع الإخوان هناك.
• ذهبنا نخبره ذات مره بواحده من الهجمات البربريه لقوات الأمن على مساكن الطلاب وإعتقالهم والبطش بهم
وكان الوقت متأخرا فى الليل ونعلم أنه ينام مبكرا إلا أننا وبمجرد أن ذهبنا وأيقظناه من النوم بادر ورفع عنا الحرج
وقال : يا إخواننا نحن تحت أمر الدعوه فى أى وقت وأنتم لم تأتوا لمصلحة شخصيه ؟؟
ومضى يستمع لنا بهدوئه المعهود ولم يزد عن الدعاء للإخوه بالثبات والفرج دون أن يجزع أو يشعرنا بألم الموقف.
وأخيرا ما كنت أحب أن أتحدث عن الرجل فى هذه العجاله لولا حبى وشوقى له الذى أثاره رؤيتي الدائمة له
فى أنشطة ومحافل الإخوان رغم تقدم السن ..لا حرمنا الله من طلعته وتواجده وأثره.
وأدعو إخواني إلى تسجيل حلقات مع الداعية المربى فضيلة الحاج سعد لاشين لتستفيد منها الأجيال.
هناك تعليقان (٢):
السلام عليكم
عندما مررت فوجدت موضوع أسد الشرقية لم أستطيع المرور دون التعليق علي الموضوع
فهذا الرجل بحق أسد لكن مش أسد الشرقية لوحدها هو أسد الإخوان وهو علي فكرة ليس مواليد الشرقية أعتقد أنه منوفي الأصل
الحاج سعد كلماته تجعلك تحس بالقوة يفتخر ويعلن دعوته وهويته الإخوانيه لأبعد الحدود مهما كانت العواقب المترتبة علي ذلك
حتي إن أحد الأخوة قال له لو سألوني في أمن الدولة انت إخوان أقول لهم قال له الحاج سعد قول إنك إخوان قاله حتي لو ميعرفونيش قاله أعلن هويتك ولا تخف من أحد
بصراحة أهل الوجه البحري عموما وأهل الشرقية خصوصا أنا أحسدهم علي مثل هذه النماذج المضيئة علي طريق الدعوة
والتي ربما نفتقدها نحن أهل شمال الصعيد
جزاكم الله كل خير وبركة
هكذا هم رجال الاخوان نحسبهم كذالك عند الله
إرسال تعليق