٧/١٩/٢٠٠٧

فى حوار مع زوجة المعتقل محمود كاشف : صامدون رغم كل الألم






ذهبت إليها فى بيتها بعد إعتقال زوجها لأجرى معها حواراً حول ملابسات الأحداث
وكنت مشغولة نفسياً كيف أبدأ معها هذا الحوار فزوجها الكريم من قيادات الاخوان المسلمين بأبوكبير
ومعروف لدى الجميع من الزملاء والجيران والمحيطين به بدماثة خلقه وحسن تواضعه وحبه للجميع وأنه قليل الكلام
ولكنه كثير العمل،
فمنذ لحظة سماعى لخبر إعتقاله وأنا فى حزن شديد وفى حيرة من عقلية ذلك النظام المتبلد والمنبطح
والذى لم يفلح فى شئ سوى فى ملاحقة الشرفاء والمصلحين من أبناء الوطن ـ ولكن هذه هى ضريبة الحرية ،
فقد علمتنا دعوة الاخوان أن ( الإصلاح يستحق أكثر )
وأن من يحمل لواء هذه الدعوة فعليه أن يفتح حساباً عند الملك الديّان بالإستعداد لتحمل الإيذاء والإبتلاء
فى سبيل هذه الدعوة الغالية العزيزة ..... " ألا إن سلعة الله غالية ... ألا إن سلعة الله الجنة "
وكان هذا الحوار القصير ...

بداية من هو الأستاذ محمود كاشف فى سطور ؟

محمود محمد أحمد على كاشف

مواليد سنــ 1956ــة ( 51 سنة )

حاصل على بكارليوس تجارة

متزوج وله ثلاث من الأولاد :ـ

* محمد " 23سنة " حاصل على بكارليوس تربية .

* مصعب "21سنة " طالب بالسنة النهائية بكلية أصول الدين .

* عمار " 18 سنة " حاصل على دبلوم ثانوى فنّى .

زوجته :ـ

السيدة / خديجة اليعقوبى .

حاصلة على ليسانس آداب إجتماع .

نود أن نعرف من حضراتكم تفاصيل إعتقال الأستاذ محمود ... ؟

كانت الساعة الواحدة والربع بالليل ، وطبعاً جرسهم المعتاد ،
وكان الأستاذ محمود نايم فى الشقة اللى تحت وكنّا إحنا فوق وطبعاً أنا توقعت إنهم هما علطول ...

فمحمد ابنى نزل فتحلهم ودخلهم وأنا طبعاً كنت فوق مشغولة بألبس وكده علشان لما يطلعوا فوق
ودخلوا طبعاً تحت ، لكن محمد وقف على الباب وقال : ما حدش هيدخل غير الضابط بس
علشان طبعاً كان معاهم مخبرين وعساكر كتير ، وفعلاً ما دخلش غير الضابط وحوالى 3 مخبرين بس
وقفوا فى مكانهم بدون حركة زى العمدان اللى فى البيت كده تمام .

ودخلوا فتشوا وأنا طبعاً أول ما لبست نزلت تحت علطول علشان أشوف إيه الوضع وإيه اللى هما بيعملوه . . .

فقلت للظابط : ـ

( بصراحة والله اللى أنتوا بتعملوه فينا ده زى عمايل اليهود مع المسلمين بالظبط ...
هما الاخوان المسلمين عملوا إيه علشان كل اللى أنتوا بتعملوه ده ... ؟؟؟!!!
الاخوان المسلمين دول أكتر ناس مسالمين ... فرد وقال : ـ ( ما كلنا إخوان ) .

فقلت له : هل إنتم بتروحوا بيوت الناس الحشاشين والناس المفسدين وتعملوا فيها كده ... ؟!
قالى : ـ " لأ " ...

فأنا لما حسيت إن كلامه مريح كده شكيت إنه مثلاً بيرد عليا كده علشان يريحنى أو ياخدنى على قد عقلى،
فقلت له : انت بتتكلم جد ؟ فقالى : أيوه والله.

فقلت له : طيب ربنا يهدى وحسبنا الله ونعم الوكيل فى الطبقة اللى فوق دى كلها من أولها لآخره
علشان بردو مش يحس إنى بأدعى عليه، ما دام إستذوق فالواحد بقى بردو لازم يكون ذوق .

وبعدين سأل إذا كان فى حريم فوق ولا كده علشان يطلعوا ودليته على المكان وطلع
بس بردو من باب الإنصاف هو مش عمل ذعر فى البيت ولا كده ... بس خدوا جهاز الكمبيوتر.

نود أن نعرف سبب إعتقال زوجك ؟

طبعاً من البديهى إن أى ناس على باطل وماشين ضد الحق ،
فأكيد ومن الطبيعى ومن البديهى إنهم يكرهوا أى ناس ماشيين فى طريق الحق وبالذات الناس الماشية فى طريق الإصلاح ،
الناس اللى عمالة بتوضح لكل الناس ولباقى الشعب وللرأى العام بطبيعتهم وبواقعهم وبتعاملتهم مع الشعب بأنهم ناس مصلحين
وناس عمرهم ما بيطلبوا أى أجر ولا أى مقابل إلا الأجر من عند الله سبحانه وتعالى .

فما دام إن الناس وعامة الشعب يعرفوا إن دول على حق ، فمعنى كده إنه مقابل الفكرة دى هيظهر مقابلها إفساد النظام
وإفساد الناس اللى ماسكة الحكم . فعلشان كده هيبقىمش فى صالحهم .

فللأسف علشان كده هما بيظنوا إن هما لو إعتقلوا الاخوان كلهم يبقى كده هما إرتاحوا وريحوا أنفسهم من الناس اللى بتقف فى طريق إفسادهم .

نود أن نعرف هلى تفاعل معك الاخوان عند إعتقال زوجك ... أو ما موقف الاخوان منكم ؟

طبعاً تفاعلوا معاى ... طبعاً أكثر شئ الواحد بيحس بقيمة الجماعة فعلاً فى أى وقت وبالذات الأوقات اللى زى دى
فى وقت إعتقال ولا كده مثلاً الواحد بجد بيحس إن هو مش لوحده ولاّ حتى إبتلاء خاص بينا ولكنه خاص بإخواننا كلهم ...
وكلهم طبعاً بيسألوا دايماً وكلهم بيشاركوا ، ومنهم طبعاً اللى حضر المحكمة كلها .

والواحد حس بجد يعنى إن المشكلة مش خاصة بينا بس ولكنها خاصة بإخواننا كلهم ،
فده طبعاً بيحسس الواحد بمعنى المشاركة وبقيمة الحب فى الله وده قبل كل شئ .

ودايماً الإخوة والأخوات بيسألوا ، من كل النواحى فعلاً الواحد حاسس إنه عايش فى وسط إخوانه وأخواته
ومش وحيد ودى بصراحة أكتر حاجة الواحد بيلمسها فى جماعة الاخوان بالذات ...

هل هذه أول تجربة إعتقال للأستاذ محمود ... ؟

لأ ، هذه هى المرة الثالثة فقد سبق أن إعتُقل مرتين قبل كده ... المرة الأولى : كانت سنـ1995ـــة أيام إنتخابات مجلش الشورى .
والمرة الثانية كانت سنة 2000م أيام إنتخابات مجلس الشعب، وهذه هى المرة الثالثة ...

كيف كان إعتقاله فى المرة الثانية التى كانت سنة 2000م ؟

كانت هذه المرة مصادفة إن إحنا مش كنا موجودين فى البيت فكسروا باب البوابة بعد أن إستعانوا ( بعتلات حديد )
من الفرن المجاور لنا علشان يفتحوا البوابة لأنها كلها حديد طبعاً فكان إستحالة أن يستطيعوا فتحها ويدخلوا ويفتحوها ...
وكسروا باب الشقة الخشب كمان وبهدلوه ودخلوا وطبعاً ما كانش فى حد موجود فدخلوا بهدلوا البيت كله
والمراتب والسراير والعفش وبهدلوا الحتة آخر بهدلة وده كله علشان ياخدوا الأستاذ محمود ومش لقوه طبعاً .

رسالة توجهينها لأمن الدولة الذين إعتقلوا زوجك ... ؟

بنقول ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) فى اللى بيعملوه فينا . ودايماً الدليل على أنهم ظالمين وخايفين الناس تشوفهم علشان كده دايماً بيأتوا بالليل ، ولو كانوا على حق مش كانوا خافوا من الناس ولا كانوا خافوا من رؤية الناس لهم لكن طبعاً هما بيبقوا خايفين من إن الناس تشوفهم ولهذا بيأتوا لهذه الناس ويدّعوا الإرهاب وهماأنفسهم رأس الإرهاب . وبنقلهم إن الكرسى لو دام لغيركم لما كان وصل إليكم ...

كلمة تبعثينها إلى النظام الحاكم ... ؟

إحنا الحمد لله رب العالمين لا إعتقال يخيفنا ولا شئ بيرعبنا ولا بيهزنا ، إيماننا هو أهم شئ فى حياتنا ودعوتنا هى اللى بتقودنا ، والحمد لله يعنى شئ يشرفنا إننا نُعتقل فى سبيل الله عز وجل مش فى سبيل ظلم الناس ولا فىسبيل إفساد ولا فى سبيل حرام ولا حاجة محرمة الحمد لله . ولكن يشرفنا إن دعوة ربنا سبحانه وتعالى هى اللى بتخليهم يعتقلونا وينتهكوا حرمات بيوتنا .
وطبعاً هما بيحسوا إنهم كده بإعتقال أعضاء من الجماعة أو إعتقال الاخوان إن ده هيخوفنا أو يخلينا نتراجع عن طريقنا أو نفلس بمعنى أصح ، لكن لا والله ده بيزيدنا قوة وبيزيدنا ثبات وإصرار على الحق .
وأنا أقول لهم إذا كان أمن الدولة ولا غيرهم إن إحنا بفضل الله تعالى وبقوة الله تعالى ورغم أنف كل اللى بيصدوا عن سبيل الله " صامدون .. صامدون .. صامدون " .
هل أنت بعد كل ما حدث هذا صابرة ومحتسبة الأجر عند الله تعالى ؟
الحمد لله رب العالمين ، لازم نكون صابرين محتسبين طالما إن إحنا على الحق وطالما إحنا فى طريق الله سبحانه وتعالى ومش بنعمل إلا كل ما يرضى الله تعالى بس .
الواحد فعلاً كل رجاءه من الله تبارك وتعالى إن هو يتقبل منا ، وأقل شئ طبعاً إن إحنا نكون صابرين محتسبين .
والحمد لله هو ده طريق أصحاب الدعوات وهو ده طريق أصحاب الحق فى أى حال من الأحوال .

نود منكِ كلمة أخيرة تحت عنوان ( الإصلاح يستحق أكثر) ... ؟

طبعاً موضوع الإصلاح ده موضوع كبير جداً ، والمفروض المؤمن طالما فى نيته إنه يصلح وعارف إن دعوته تستلزم إنه يصلح وإنه يكون عضو نافع فى المجتمع اللى عايش فيه ... لا بد إنه يحاول قدر المستطاع وكلنا نحاول الإصلاح والثبات على طريق الإصلاح ونضحى على قدر المستطاع فى سبيل غايتنا وفى سبيل دعوتنا وفى سبيل أى هدف قد يوصلنا إلى طاعة الله عز وجل ومرضاته .
ويبقى كده خير تطبيق لسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وتطبيق لأوامر الله تبارك وتعالى ويشرفنا إن هو لإصلاح .
ده إذا كان أهل الباطل مصرين وثابتين على باطلهم ومش بيناموا ليل ولا نهار علشان يفسدوا فى المجتمع ويوسعوا فى دائرة الإفساد أكثر وأكثر ...

فما بالكم أصحاب الدعوات أصحاب رسالة النور والخير للبشرية أجمع .
وزى ما ربنا سبحانه وتعالى وضحلنا قبل كده فى عن أهل القرية اللى كان فيها عبد صالح وربنا أمر الملائكة أن يُبيدوا هذه القرية ... فقالت له الملائكة يا رب إن فيها عبدك فلان الصالح ... فقال : " به فإبدأو " ...
مع إنه صالح ، ولكن لم يتمعر وجهه غضباً لله تعالى ، وإحنا كذلك لو مش كنا كده هيكون مصيرنا كذلك .
فإحنا مش المطلوب مننا إن إحنا نكون صالحين بس ... لأ ده إحنا نكون صالحين ( ومصلحين ) وزى ما ربنا قال( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) ... مش قال " صالحون " .
فالصلاح ده شئ بديهى والناس عارفاه ، لكن الإصلاح هو الفكرة اللى بيتبناها الاخوان المسلمين زى ما تبناها الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم ومن سار على دربهم إلى يوم الدين .
وإحنا يشرفنا وبأقول كلمة يشرفنا دى مرة وإتنين وعشرة ...
يشرفنا السير على دعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وعلى خطى الرسول عليه الصلاة والسلام .

ليست هناك تعليقات: