تفاصيل إعتقال أبى

إن هذه الصور ليست فى اسرائيل للفلسطينيين

ولكنها ما فعله أمن الدولة المصرى

فى بيتنا

لا لشئ سوى أننا ننتمى لجماعة الاخوان المسلمين

انظروا الى تلك الصور

وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن انتهكوا حرمات بيوتنا

لم تدر هذه الأحداث التى سأقصها الآن فى الضفة الغربية داخل الأراضى المحتلة بين اليهود والمسلمين ...
ولا حتى بين الشرطة وأحد تجار السلاح أو المجرمين أو تجار المخدرات ...
بل دارت أحداث هذا الفيلم الهزلى داخل منزلنا أيها السادة ... ليس لأننا مجرمين ولا تجار سلاح ولا حتى نحن من أغرقنا عبارة السلام ولا من نهبنا خير البلد ... ولا ... ولا ...
فقط لأننا " محظورون " ... لأننا شرفاء الوطن ...
كنا جالسين مع أبى ليلة الخميس نتناول طعام السحور ـ حيث كنا نوينا الصيام ـ وجلسنا قليلا نتسامر ثم خلد الجميع للنوم حوالى الساعة الثانية بعد منتصف الليل أما أنا فلم أنام فجلست ارتب بعض أشيائى وفجأة فى حوالى الساعة الثانية والربع سمعت طرقاً عالياً على بوابة المنزل بالأسفل وجرساً سريعاً .
وبديهياً عرفت أننا سنقضى السهرة الليلة برفقة " أمن الدولة " ، عفواً أقصد " بهائم الدولة " ...
استيقظ أبى وأمى ـ ولأننا معتادون على هذا الفيلم الهزلى ـ فلم يكن الأمر مفزعاً بالنسبة لنا ...
استيقظت أختى الصغيرة " فى الصف الأول الاعدادى " فهدأت روعها وأشرت اليها ان تنام ولا تتحرك من مكانها ...
وهم يكادون يكسرون البوابة من شدة عدم صبرهم ، فرد عليهم أبى ومن مكرهم قالوا لأبى أنهم يريدون عمى السيد وليس أبى ... وذلك حتى لا نستعد .
لم يكترث أبى ونزل سريعاً ليفتح لهم لكنهم لم يصبروا وكسروا شباك عمى المطل على غرفة النوم بالدور الأرضى وكانت زوجة عمى لم تكمل ترتداء حجابها بعد وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن انتكوا حرمات بيوتنا قاتلهم الله ... فتح لهم ابى فانطلقوا جميعا الى الأعلى فصعد أبى سريعا ونادى بأن نستعد ...
دخل سيادة الضابط ومعه حوالى عشرة من المخبرين والعساكر غير من كانوا محاطين المنزل وكان البوكس فى آخر الشارع ... كان ضابطاً لم يتجاوز عمره الثلاثين ومن على باب المنزل قال : ( فين المكتبة بتاعة البيت ) ..
دخلوا غرفة أخى وظلوا يفتشون الغرفة ركناً ركناً وكأنهم يبحثون عن مخدرات أو سلاح .. ثم اتجهوا لغرفتى حيث كانت المكتبة وأيضاً كانت أختاى الصغيرتين نائمتان كالملائكة ، فقال لهم أبى : إن فى الغرفة أطفال ولا نريد أن يفزعوا من هذا المشهد ... فلم يكترثوا بالكلام واندفع اثنان من المخبرين إلى الغرفة وكانت اللمبة محروقة فقال المخبر مهدداً : احضرى شمعة وإلا قلبت المكتبة رأساً على عقب فأحضر عمى شمعة وقال ى أن أمسكها لهم ... مسكت الشمعة وبداخلى بركان يثور ... وجدت نفسى أردد بتلقائية : [ حسبى الله ونعم الوكيل ] فقال لى المخبر " على أمين " أنتى بتدعى عليا ليه بس يا ست سارة ... فقال المخبر الآخر " مصباح " [ أظلم الله وجهه ] : يا عم سيبها تغنى .. بصى يا أبلة سارة انتى كل ما تقولى كده كل ما أزيد فى اللى أنا بأعمله ده اكتر وأبهدل أكتر ... صعقت من هؤلاء الذين ماتت قلوبهم وصرخت : حسبى الله ونعم الوكيل فى الظالمين .. حسبى الله ونعم الوكيل فى أعوان الظالمين ... حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من له يد فى ظلمنا ... فضحك مستهزءاً وقال : ايوه غنى مش تفصلى ... ثم خرج إلى الصالة وأحضر كرتونة كبيرة جدا كان فيها أشياء فأفرغها على الأرض وأخذها وبدأ فى رمى الكتب بطريقة همجية على الأرض كما هو موضح فى الصور ثم بدأ فى رمى المصاحف أرضاً تحت أقدامهم ففزعت من هول الموقف وصرخت فيهم : المصحف حرام عليكوا : فرد ببردو وبلاهة : أنا مش واخد بالى انزلى هاتيه من على الأرض ... وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وأخذ فى تعبئة الكرتونة بآلاف الكتب والمجلدات التى هى ثروتنا ... كنت أغلى داخلى وهممت أن ألقى بالشمعة فى وجوههم حرقهم الله ودخل ... وفى هذه الأثناء سمعت صوت بكاء اسماء اختى من تحت البطانية ... فقد كانت لأول مرة ترى أمن الدولة فى بيتنا ففى كل مرة يأتون فيها تكون نائمة .. فدخل عمى وقال لهم : نفسى تروحوا لتجار المخدرات اللى فاسدين البلد ... فسكت .
ودخلت والدتى وصرعت عندما وجدته قد أخذ هذه الكمية الهائلة من الكتب والمجلدات فصرخت بجلجلة : حسبنا الله ونعم الوكيل ... ربنا ينتقم منكوا ... والله نهايتكوا قربت خلاص ... والله بكرة تندموا انكم دخلتوا بيتنا ده وبهدلتوه كده ... والله المشهد ده كده بكرة هيتعرض امام ربنا وهيكون حسابكم عسير ... فرد الضابط ببرود وقالها : ومين قالك اننا هنندم .
ماما قالتله : والله العظيم بكرة تندم انك دخلت كلية الشرطة دى وجيت بيتنا ده وعملت كل ده ... فسكت .
فقام الضابط بالجلوس على الكنبة ووضع رجل على رجل وقال لماما ببردو : يلا بقى يا مدام هدى نفسك كده وقومى اعمليلى كباية شاى ...
( بالسم الهارى يا ..... )
اكمل المخبرين طبعا أخذ ما تطاله ايديهم من كتب حتى تكون دليل ادانة لانتمائنا لتلك الجماعة المحظورة .
هذا كله وأنا أسمع بكاء أختى الصغيرة " اسماء " من تحت البطانية وقلبى يكاد ينفطر على تلك الطفلة البريئة مما تراه .
ودخل عمى ثانية للمخبر وقاله : حرام عليك ... كفاية بقى ... انت بتدور على بانجو ولا حشيش ... ودول بااااااااردين ولا بيردوا ...
وكانت أمى لا تكف عن الحسبنة عليهم وهنا أشار لها أبى أن تخفض صوتها واسعجله الضابط أن ينهى لبسه سريعا ...
فقالن أمى مخاطبة الجميع : أتذكرون حكومة صدام حسين ، وجنوده وزبانيته ، ألم يكونوا يفعلون مثل ما تفعلون بل أكثر وأمر ... أين هم الآن ... أين صدام وزبانيته ؟؟؟ أتذكرون نهاية صدام ... والله نهايتكوا أصعب وأمر ...
وهم ساكتين كأن على رؤسهم الطير ...
انتهى أبى ودخل غرفة أخى وأيقظه ليوصيه خيرا بنا وبوالدتى والضابط مرافق له وكأن أبى سيفر منهم ...
سلم علينا أبى فلم أتمالك نفسى فقال لى أبى : انتى بتعيطى ليه .. ما تعيطيش يا سارة ... وانصرف مع الضابط .
وهنا قامت انتفضت أسما أختى من فوق السرير وجرت نحو الباب وظلت تصرخ بأعلى صوتها : يا مجرمين ... يا كلاب ... يا كفرة ... ربنا هيدخلكوا النار والله ...
فلم يتحمل أبى وصعد الى البيت ثانية وحضنها وهدأ من روعها .. والضابط يستعجله ...
فنزل أبى معهم وهو يردد بصوت عال

( عمار يا مصر )

( تحيا مصر يا باشا )