١/٣٠/٢٠٠٨

بل أسد الشرقية النابض المتحرك


بل أسد الشرقية النابض المتحرك

الشرقية أون لاين - 21/1/2008 م

--->

عبدالحميد بندارى



بل أسد الشرقية النابض المتحرك "1 "


تابعت وسعدت كما تابع وسعد معي جميع الإخوان مقالة أخي وحبيبي / د . أحمد عبدالعاطى حول الوالد الكريم والمربى الفاضل ... الحاج / سعد لاشين والتي كان عنوانها " أسد الشرقية الصامت الرقيق " ولقد عبّر فيها أخونا الحبيب د . أحمد عما يجيش فى صدورنا جميعاً تجاه ذلك العلم وهذا النموذج الفذ الذي حظيت به محافظة الشرقية ، فكان ولا يزال نموذجاً فريداً فى العطاء والتربية والبذل والتضحية وكل المعانى النبيلة ـ والتى يغبطنا عليها إخوان باقى المحافظات .


وحسناً فعل أخونا د / أحمد إذ فتح هذا الباب لجيل الشباب فى تلك الدعوة المباركة والذين عايشوا قادتها ورموزها عن قرب حتى ينقلوا لأجيال الدعوة والناشئين فيها الصور الحقيقية والتى قد تكون غير واضحة أو معلنة لقادتنا ومعلمينا ـ فنطرح النموذج والمثل فيعلم الجميع أن الدعوة بخير ما دام فيها رجال صادقون مخلصون فى دعوتهم وبيعتهم وعهدهم .


وليسمح لى أخى الحبيب د / أحمد أن أغير عنوانه وتعبيره وأقول [ بل أسد الشرقية النابض المتحرك ] ورغم علمي اليقين بأن الوالد الحبيب الحاج / سعد لا يحب ولا يميل إلى الكلام عن نفسه أو لعرض قصة حياته وما فيها من دروس ـ إلا أننى أرى ومعى كثير من الإخوان أن هذا حق أكيد لأجيال الشباب لا بد لهم أن يعرفوه حتى يتعرفوا على قادتهم عن قرب ويفخروا بهم وسط مجتمعاتهم وذويهم ، لذلك كان لابد من ذلك الطرح والذي أرجو أن يسمح لي به والدي الكريم الحاج / سعد لاشين : ـ

* لقد تعرفت على الوالد الفاضل الحاج / سعد بعد منتصف الثمانينات عقب عودته من دول الخليج ، ولا أنسى أول لقاء لى معه حيث ذهبنا مجموعة من الإخوان لزيارته فى بيته القديم فى كفر الإشارة وذلك لعرض بعض القضايا عليه ـ وفوجئت بى أرى وأشاهد شخصية وديعة محبة كريمة ، وهالنى حسن استقباله لنا وتعرفه علينا جميعا ونظراته لجميع الحضور ثم وصاياه الرقيقة لنا بضرورة الحب والأخوة والاهتمام بأنفسنا وتوحيد صفنا ، وخرجنا من عنده ونحن جميعاً سعداء بتلك الزيارة وفخورين بالجلوس معه لما غرس فينا من معانى الحب والأخوة العملية البسيطة ... ونتمنى لقاءه مرات ومرات .

* ولا يمكن أن أنسى حادثة وفاة والدتى ثم والدى فى عام واحد فى أوائل التسعينات وكنت حينها فى السعودية وإذا بى أفاجأ بأن أول تلغراف يصلنى للتعزية والمواساة فى المناسبتين كان من الوالد الفاضل رغم أنه ذهب وقدم العزاء لأسرتى فى أبوكبير ... وتعجبت وقتها كيف أنه رغم مشاغله ومشاكله بحث عن عنوانى فى السعودية وأرسل لى فى المرتين ... فقلت فى نفسى هذه هى قيادة الاخوان الراشدة الحنونة ... هذا هو قلب الشرقية النابض المتحرك .

* ويشهد الله أننى ما فى مرة اتصلت به أو قابلته إلا وجدته حريصا على موضوعين أساسيين فضلاً عن مفردات الاتصال أو الزيارة :
الموضوع الأول : ـ حرصه الشديد على إبلاغى وإبلاغ جميع الإخوان تحيات فضيلة المرشد وإخوانه وتأكيده الشديد على أنهم بخير وأن الدعوة فى نمو وانطلاق رغم ما يكاد لها .

الموضوع الثانى : ـ حرصه الشديد على السؤال عن أحوال بيتى ، بل ويسألنى عن زوجتى وأبنائى بالإسم ويطلب منى نقل تحياته لهم جميعا . فأخرج من عنده وأنا أكثر اعتزازاً بدعوتى وقادتى بل وفخور بهم .

• وهناك موقف متكرر وأنا دائماً فى حيرة منه بل وفى خجل من نفسى . إذ عودنى الوالد الكريم الحاج سعد منذ سنوات طويلة على أن يتصل بىّ فى العيد مهنئاً ومعيداً على الأسرة ـ ولقد تحادثت أنا وزوجتى وأولادى منذ فترة طويلة فى هذا الموقف وخرجنا جميعاً بأنه من الواجب علىّ أنا كإبن أصغر له أن أبدأه بالتهنئة بالعيد قبل أن يبدأنى ولكن فى كل مرة أفاجأ به يتصل بى أولاً ، حتى أخذنا فى الأسرة قراراً بأن أبدأه فى العيد القادم التهنئة قبل العيد بيوم فإذا به فى العيد القادم يتصل بى قبل العيد بيوم مهنئاً !! فكنّا فى حيرة من أمرنا وقلنا لعلها مصادفة هذا العيد ولا بد أن أتصل به كل عيد قبلها مهنئاً ـ إلا أنه حتى الآن [ يشهد الله ] ما زال يسبقنى فى التهنئة والمعايدة كل عيد ... حتى أدركت وتيقنت تماماً أننى لن أستطيع مجاراته أو مسابقته !!

• ومن المواقف التى يذكرها له جميع الاخوان فى الشرقية ـ بل وفى مصر جميعاً ـ اعتزازه الشديد بدعوته وحبه القوى لها بل ورؤيته الثاقبة لمستقبل هذه الدعوة منذ زمن بعيد وإصراره على أن يغرس فينا وفى كل أجيال الإخوان معانى الثبات والشموخ فى الاعتزاز والفخر بالانتماء لتلك الدعوة المباركة ... فلقد نادى الحاج سعد بصوت عال منذ سنوات طويلة بعلنية الدعوة ، وأصر على أن يرفع رايتها ولواءها بوضوح وفى وضح النهار ـ وقد استغرب كثير من الإخوان وغيرهم حينها عزيمته القوية وجأشه الفذ وحرصه على أن يصدع فى كل مكان بانتمائه للإخوان وأن انتماءه لتلك الدعوة إنما هو شرف وعز لكل إنسان ، وقام برفع شعاره الخالد بأن دعوة الاخوان هى { دعوة عالمية علنية مشرفة } وانتقل إلى جميع مناطق وشعب الشرقية يحمل هذا الشعار ويحرص على غرسه فى أبنائه وفى أجيال دعوته ويحثهم على الثبات وعدم الخوف وأهمية الثقة فى الله ناصر وحامى هذه الدعوة ، فكان يقول لنا { إن الإعتقال لا يقلل الرزق ولا ينقص العمر أو الأجل } فلماذا الخوف إذاً ؟؟!!

وتحمل الحاج / سعد هو وإخوانه المسئولين تبعات هذه العلنية المشرفة بكل قوة ـ حتى أصبحت الشرقية صرحا قويا من صروح الإخوان فى مصر ، وارتفعت هتافات الإخوان الخالدة [ الله غايتنا ، والرسول زعيمنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا ] فى جميع ربوع الشرقية بل وخرجت مدوية عالية من أفواه وحناجر أشبال وزهرات المجتمع الذين أقبلوا على هذه الدعوة رغم ما فيها من مغارم وآلام !!!

فأثمرت شجرة الإخوان فى الشرقية وترعرعت وقويت جذورها وامتدت واستعصت على المحاربين والمتربصين ـ بل واشتد عودها وقوىّ حتى ظهرت وانتشرت ثمارها ورياحينها وزهورها اليافعة المثمرة وذلك بفضل جهود الحاج / سعد وإخوانه المحيطين به حتى صدق فيهم قول الحق : ـ ( ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ... ) .
لعل هذا جزء بسيط من فيض كثير ومن سيل ممتد يملأ قلبى وقلوب جميع الإخوان فى الشرقية تجاه دعوتنا الحبيبة وتجاه من تعلمنا وتربينا على أيديهم ـ وهم كثير ـ وعلى رأسهم { أسد الشرقية النابض المتحرك } الذى لا يهدأ ولا يسكن ليلاً أو نهاراً ، بل نراه متحركاً ودافعاً لنا جميعاً ـ بل موجوداً أمامنا يقودنا بحب ويرعانا بحرص ويلملم حولنا برفق ، ولكنه عند الجد وفى الأزمات أسد نابض متحرك .
فلنعم ذلك الأسد ...... وبورك فى هذه الدعوة المباركة وفى رجالها وأسودها المخلصين النابضين .
وصدق الله إذ يقول ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ... ) .



هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

أنا فعلا أقف خجلى أمام هذا النموذج
وهذه النماذج أيضا تتكرر في كل قائد
حتى صرت أتمنى لو كنا نحن الجنود في نصف همتهم وحرصهم واهتمامهم بكل هذه الأمور
لا أجد ما أقوله أمام أسد الشرقية النابض المتحرك سوى ما قاله الشاعر قديما:
تاج البطولة فوق هامة كل من
قد كان في هذا الصنيع مشاركا
دمتم بعز

غير معرف يقول...

اكرمنى الله بالجلوس امام هذا الاسد النابض بالحق والقوة وكم كنت فى دهشة من هذا الاسد المربى والمعلم اطال الله عمره وجزاه عنى وعن كل الاحباب خيرا فعندما ذكرنا اسمائنا ليتعرف علينا الا انه كان بعد اللقاء يسلم على فرد منا باسمه .
ففعلا لو اننا نملك مثل هذه الهمم العالية لكنا فى خير ليس له اخر وكنا فى قرب دائم لله وصلة لا تنقطع مع خط السماء م رب الخلق ورب كل شئ ومليكه .
الحاج سعد لاشين ألاسد النابض