كانت وستظل إرادة الله وحكمته أن يبحث كل مريض وكل عليل عن طبيب ماهر قادح ذو خبرة مهنية عالية
يطلب عنده الشفاء من السقم والعلل ، و كلما زادت الأمراض انتشاراً واستغراباً
زاد المتخصصون من أهل الطب وحكمائه وسعوا جادين في الدراسة والبحث عن كل ما هو جديد من وسائل الشفاء
من تلك الأمراض المنتشرة حتى أن رسولنا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) ينصح الأمة
ويوجه نظر كل مريض إلى الأخذ بالأسباب للعلاج والشفاء حيث يقول
[ تداووا .. فإن الذي خلق الداء خلق الدواء ... ] .
ولكن المستغرب واللافت للنظر هذه الأيام هو انتشار الأمراض النفسية بشكل كبير بين جميع الشرائح العمرية
حتى وسط الشباب أنفسهم مما سوق لرواج مهنة الطب النفسى وانتشار عياداتها ومراكزها المتخصصة هذه الأيام
في كل مكان ـ بل وحدا ذلك ببعض المرتزقة وبعض الأدعياء إلى انتحال أساليب غريبة وغير مألوفة
واقتحام عالم الطب النفسى بها .
وكما يحلل الخبراء النفسيون و المختصون أن من أهم أسباب انتشار الأمراض النفسية والعصبية
هذه الأيام بين جميع شرائح المجتمع هو الوضع المتدهور في الحياة المعيشية فضلاً عن فشل النظام الذر يع
والمتعاقب في كل محاولاته للإصلاح والتغيير أو تخفيف جوانب المعاناة والبؤس والشقاء
عن كاهل أفراد المجتمع حتى أدرك الناس أنه لا أمل في العلاج على المدى القريب أو البعيد !!
وقد تيقن للجميع ـ القاصى والداني ـ أن الأنظمة الحاكمة ( وعلى رأسها نظامنا المبجل ) تعانى من فشل ذريع
على جميع الأصعدة ولم تعد قادرة على النهوض بنفسها فضلاً عن النهوض بشعوبها المستكينة
مما أصابها بحالة نفسية صعبة ومعقدة جعلها لم تعد قادرة على اتخاذ قرار أو السير بخطى ثابتة
وفق احتياجات شعوبها أو متطلبات المرحلة ـ بدليل ما يراه الجميع من سقوط وفشل في شتى المجالات
مما رسخ بوضوح حالة الانفصام النفسي التي تعيشها تلك الأنظمة والتي تحتاج لمعالجة سريعة وحاسمة
لنفسية الأنظمة المحبطة والمتربصة بكل مصلح لأنه يكشف سوأتها ويبين للكافة مرضها النفسى الواضح .
والغريب في الأمر : أنه رغم علم الأنظمة وإدراكها لذلك ... لم تفكر في العلاج أو استشارة الاستشاريين
النفسيين .. بل تذهب للمرتزقة وأدعياء الإصلاح والعلاج من الغرب والأمريكان
تطلب عندهم العلاج ، وهم غير معنيين أصلاً بقضيتها أو مرضها ، بل إن هؤلاء الأدعياء
يزيدون من حالة الاحتقان الموجودة ويدمرون نفسيتها بتشخيصهم الخاطئ ( عن عمد ) وعلاجهم المشئوم .
وإنني أقترح أن يتم إنشاء قسم للأمراض النفسية والعصبية في كليات الطب والآداب بجامعاتنا
يقتصر دوره على معالجة أمراض الأنظمة الحاكمة ونفسيتها العليلة ، وأن يجتهد هذا القسم
في توصيف وتشخيص نفسيات تلك الأنظمة مع وضع الحلول والعلاج لها حتى تجد الأنظمة الحاكمة
من يعينها على الخروج من اكتئابها وأزمتها النفسية المشئومة تجاه شعوبها .
ولكنني في نفس الوقت متخوف جدا من تدخل الكليات المناظرة في الغرب لمحاولة وضع مناهج وبرامج
لتلك الأقسام تفسد علينا الأنظمة أكثر مما هو قائم !!
لذا فما العيب من أن تقوم في مصر حملة شعبية قوية ومنظمة برعاية أولى الرأي والمتخصصين النفسيين
والمصلحين المهتمين بقضايا الأمة يحاولون تشخيص نفسية نظامنا الحاكم بدقة وفق أصول الطب النفسى
ويعلنوا للنظام أعراضه ومظاهر مرضه النفسى بوضوح ثم يشخصوا حالته بدقة وفى النهاية يضعوا روشتة علاج
قوية ومعتمدة للنظام لمساعدته للخروج من أزمته النفسية المستعصية .
ويجب أن يدركوا أن النظام سيكابر ويدعى عصمته – بل ويرميهم هم بتلك الأمراض والعلل
كحالة كل مريض نفسي حيث يوهم نفسه بصحة حالته وسلامة اعتداله ، فما عليهم إلا الصبر الجميل
والنفس الطويل والثبات على رأيهم ( حيث أنهم هم المتخصصون في حالته ) وعليهم كذلك عدم اليأس
وعدم الضجر من رمى مريضهم ( النظام ) لهم ببعض العبارات والألفاظ المقززة والمستغربة
لأنهم أصحاب رسالة سامية تهون أمامهم ما سواها .... فقديماَ قال فرعون إمامهم وقدوتهم لموسى إمامكم وقدوتكم
( وقل فرعون يا هامان ابن لي صرحاَ لعلى أبلغ الأسباب ، أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذباَ ...... )
وليكن شعار هؤلاء المعالجون و المصلحون هو نفس شعار الأنبياء والمصلحين
( ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ... )
ونذكرهم بحديث الرسول الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول فيه
( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ... ) .
ونضع أمام المصلحين والمتخصصين وأولى الرأي مقولة الأمام الشهيد حسن البنا رحمه الله :-
( إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ تحتاج من الأمة التي تدعوا إلى هذا
أومن الفئة التي تحاول ذلك على الأقل إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور :-
إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف ،
وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ،
ووفاء ثابت لا يعدوا عليه تلون ولا غدر ،
ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه أو المساومة عليه
أو الانحراف عنه أو الخديعة بغيره ....
) .
ولذا فنحن منتظرون ....... ماذا أنتم أيها المصلحون والمتخصصون فاعلون ... !!!
هناك ٦ تعليقات:
ازيك يا ساره
انا زرت مدونتك
يا ريت تزورى مدونتى المتواضعه واتمنى انها تعجبك
السلام عليكم
ماشاء الله ....المدونة جميييلة
دي أول زيارة لي...بس أوعد مش هتكون الزيارة الأخيرة
إسمحيلي أضيف حضرتك لمفضلتي..علشان أتابع حضرتك
أتمنى زيارة أخرى لي
تحياتي لك
السلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أستاذنا ومعلمنا الفاضل
على هذه المقالة الرائعة التي جسدت فيها الحالة المتدهورة لهذا النظام البائس.
بارك الله فيك
تقبل تحياتي
ماهو لو حكامنا بيفتحوا المصحف بس
جزاكم الله خيرا
وربنا يتقبل من الوالد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة في منتهى اغلجمال والله
عجبتني جداً
بارك الله في الوالد وحفظه لكي
وياريت تشكريه جداً على الموضوع ده
السلام عليكم
كل عام وانتم بخير
عيد سعيد
رزقكم الله الحج
بجد كلهم محتاجين طبيب نفسي
مفأجه العيد
http://mat7on.blogspot.com/
إرسال تعليق