الحمد لله على نعمة الإلتزام

الحمد لله على نعمة الإلتزام


كنت مسافرة بالأمس أنا ووالدتى وإخوتى الصغار لحضور حفل حنة وزفاف إحدى قريباتى ..

وقد كنت على علم تام بأن العرس لن يكون بأى حال من الأحوال إسلامياً ملتزماً..

ولكن كان لا بد من الذهاب لتأدية الواجب .. ويا ليتنى ما ذهبت ...


ـ ولأننى بفضل الله لا أذهب إلاّ إلى الأفراح الإسلامية الملتزمة ـ فقد ساءنى كثيراً

ما رأيت فى ذلك العرس أو الحناء ( كما يصفونه ) .

ولتسمحوا لى أن أصف لكم ولو جزء بسيط جداً مما رأيت وساءنى ..


ذهبت لأجد حفل الحناء " كما يسمونه " أمام المنزل ( فى الشارع يعنى )

ناهيك عن أغانى الـ D . J الصاخبة جداً من على شاكلة

" العنب العنب ، والبلح ، هأتجوز ، المولد ، والحنطور "

أغانى مجرد سماعها فقط يصيبنى بالإشمئزاز التام .

وعلى جانب من الشارع كان يصطف بعض الرجال على الكراسى وفى الأمام

تقف حوالى من عشرين إلى ثلاثين فتاة من أصحاب وأقرباء العروس فى شكل دائرى وسط الشارع

فى استعراض أزياء مخجل أو دعنى أقل " استعراض أجساد " وأزياء معاً

كانت كل واحدة منهن تظهر أكثر مما تخفى .. لا تكاد تعرف ملامحها من كثرة ما تضعه على وجهها

من ماكياج وبودرة و .. و .. و .. ( عارفين الباقى طبعاً )

لم أحتمل الوضع مطلقاً

صعدت وإحدى بنات خالاتى ـ ملتزمة مثلنا الحمد لله ـ إلى إحدى الشقق بالأعلى

لم تكد دقائق حتى صعد خلفنا اخواتاى الصغيرتين

وذهبا للنظر من الشرفة

وبعد ثوانى وجدت إختى الصغيرة ذات " السبع سنوات " تجرى مسرعة نحوى

وهى تصيح وعلى ملامحها إستنكار شديد :

وقالت لى هكذا بالنص /

[ إلحقى يا سارة العروسة بترقص فى الشارع قدام الرجالة ]

أخفيت إبتسامتى البسيطة من تلك الطفلة ذات السبع سنين

ولكنها تعرف بفطرتها النقية وتربيتها الصحيحة التى نشأناها عليها

أن هذا الوضع غير صحيح وأن هذا ( حرام ) كما قالت الصغيرة

أخفيت إبتسامتى حتى لا تظن حبيبتى الصغيرة أننى أستهزأ بها

وذهبت معها لأرى ما تريد

ويا ليتنى ما رأيت .....


كانت دائرة الفتيات المتبرجات وسط الشارع بملابسهن الضيقة يصطفون وسط الشارع ثم تخرج كل واحدة منهن

لترقص أما الرجال وكل من يمر بالشارع وتتميايل بجسدها يميناً ويساراً

فى استعراض مخز جداً للأجساد

أما مصور الفيدويو هداه الله فقد كان يتمايل مع أجساد الفتيات ليحظى باللقطات الــ

وعند إنتهاء الأغنية تخرج فتاة آخرى ... وهكذا دواليك

أحسست ببكاء قلبى .. ولكن الدموع تحجرت فى عينى

نظرت إلى هؤلاء الفتيات بملابسهن الضيقة البشعة

( بالكارينا والجينز والاسبانيش )

ونظرت إلى عبائتى الرقيقة البسيطة .. وخمارى المهذب الجميل

فأحسست أننى ملكة فى حجابى .. ملكة بخمارى .. أحسست أنى درة غالية

أما هم فقطع من اللحم الرخيص العارى ينهشهم الرجال الدنيئة بأعينهم

أما أنا فمصونة وعفيفة فى خمارى وجلبابى

ما أجل التزامى ... زاد عزى وفخرى بك يا خمارى

وياللهول !! وإذا بالعروس أيضاً تخرج للشارع وسط جمهور المشجعين من الرجال والنساء

وإذا بها ترقص ... نعم ترقص وتتمايل بجسدها والجميع يصفق ويصفر ويشجع

كدت أطير من عقلى


وتزاحمت الأفكار فى رأسى ... وأحسست بصداع خفيف

حينها تذكرت أفراحنا الإسلامية الملتزمة الرائعة بل الأكثر من رائعة

التى لا إختلاط فيها ولا سفور ..

تجلس العروس متوجة بحجابها وسط حبيباتها وأخواتها فى الله

تذكرت عروسنا الملتزمة يوم حنتها عندما تجلس متوجة ونلتف حولها أنا وأخواتنا فى الله

وننشد لها أعذب الكلمات وأعطرها

ننشد لها ( عايزة ايه يا حبيبة نجيبه من آخر البلاد ) فترد علينا قائلة :

( عايزة الأقصى يرجع تانى ونربى فيه الأولاد )

هتف صوتاً من داخلى قائلاً :

ولكن أى أقصى وأى نصر يأتى يا سارة بهؤلاء الفتيات العاريات

ب ـ " العنب العنب العنب "

من أين !!!!


تذكرت أيضاً عندما ننشد لها

( عايزينك تجيبلنا أحمد يس والبنا وعمار وياسر وسمية وسعد ومنة )

فهتف الصوت ثانياً

أى يس وبنا وسمية من وسط هذا المجون ؟؟!!


وعندما بدأت تتزاحم أفكارى فى رأسى أفقت سريعا

ووجدتنى أهتف بكل جوارحى

الحمد لله على نعمة الإلتزام

الحمد لله على نعمة الإلتزام

الحمد لله على نعمة الإلتزام


فعلاً

أفراحنا جميلة وطاهرة حلال

والناس للدين بتعود


لم نحتمل الإنتظار لليوم التالى ( يوم العرس )

وغادرنا سريعا لمدينتنا

وطوال الطريق أرددها

الحمد لله على نعمة الإلتزام

وأخييييييييييييييييييييييييييراً

الحمد لله على نعمة الاخوان